هجرس:1

-سـ..سيدي...لـ..لقد ماتت مجموعة لاوز (راجع الفصل 2).

شفنه* رجل أربعيني قد أكلت نيران الشيب جُل أسود شعره وقواما منه معتدل ولحية رمادية كاملة كما لو كان من رواد مجالس محاربي الحرب العالمية الأولى ويجلس بأقصى المكان متكئ على الجدار بينما يقرأ الصحف اللاتي فوتهن بحربه, فقال:

-"همممممم كيف ماتوا؟"

-قد كانوا يتصادمون مع رجل عجوز وطفل فبعدما أردوا العجوز أخذ الغضب ذلك الطفل فراح يقاتل لاوز لكن بعض برهة من الوقت إنهارت الأرض وسقط لاوز وكم رجلا معه والطفل فكان هنالك تمساح غريب الشكل مهول القوى بالإنتظار فتك بهم."

حك الرجل لحيته وقال:

-"كيف نجوت أنت ومن معكَ؟"

-سيدي رحم الله أبويك لقد كنا بعيدين نؤمن ظهورهم فحين حدث ما حدث وتيقنا شديد اليقين عدنا ترحين* لحضرتكم."

×شششششششششششششف×

×صوت إرتطدام×

فقال الرجل حالما قتل الناجْ من مجموعة لاوز:

-"ويحكم تعودون ومن أأمر عليكم يُقتلون؟ أما وربي لأقتلنكم كهذا الكلب إن عدتم لي فرحين ومن هم أقوى قتلا لترونَّ القيح والضيم والآن كل من نجا مع هذا الكلب وعاد أقتلوه, أوليس كذلك آلن؟"

"..."

خرج من السيارة السوداء تلك شخص عملاق كتلة من العضلات وامرأة حسناء ذات شعر أزرق فاتح كالسماء وعينين كليل الفجر بنفسجيتين وجسم كالحلوى يذيب لا يذاب روح كل من يراه فتقدمت إليكيا على بيلور وديما وسألت بحذر:

-"من؟"

فبتسمت الامرأة وأجابت:

-"أتينا قُبيل طلب روسلن بعد إستيقاظه أن نجلب طفلا قوي يدعى بيلور شيء ما."

إاتفتت إليكيا نحو بيلور وأعادت نظرها نحوهما لكن الرجل الضخم قد إختفى فلم يشعروا إلا إنه وراء بيلور وسأل:

-"يوووو أيها الطفل أأنت حفيد روسلن؟"

فأومأ برأسه بالإيجاب فرفع الضخم رأسه للامرأة وقال:

-"عثرنا على ضالتنا أنخطفوه أم نفقده الوعي ونأخذه؟"

إرتعب كل من إليكيا وديما فلكم بيلور صدر الضخم لكنه لم يتزحزح....

-إنه يستعمل مهارة الجلمود الراسخ!!

حالما قالت ديما ذلك كان الضخم على وشك تهشيم وجهها قبلما يدرك الآخران ذلك لكن تلك الامرأة أوقفت لكمة الضخم براحة كفها وقالت مبتسمة:

-"ما أتينا يا بيرلوف للقتل بل أتينا لمساعدة روسلن."

أرخى بيرلوف قبضته وردها لجيده وخفض رأسه وإعتذر لديما...

-"لا عليك لم يحصل شيء خطير كثيرا."

ختمتها ديما بإبتسامة عريضة صافية المكنون لبيرلوف ليس لأنها تجهل ما كان على وشك الحدوث بدون تدخل الامرأة لكن لفطنتها بقراءة الناس مدركة إن هذا الجلمود متهور وسريع الإنفعال فحين أخبرت بيلور عما إستخدم بيرلوف لصد هجمته خاف أنها تملك مهارة تعرف بها عنه أكثر من اسم المهارة التي يملكها فأراد الإطاحة ببرج المراقبة فيترك المدفع مشلول بلا إحداثيات يسخرها لقصف العدو لكن هذه الامرأة غريبة في جوهرها صادقة بل لا تعرف أن تقول غير الحقيقة لكنما يحيطها هالة من الخداع والكذب ثم قالت إليكيا:

-" لمَ قد نصدقكم؟"

لم تقل شيء تلك الزرقاء لكنها إكتفت بإخراج من حقيبتها سهم أولما وقعت عين بيلور قفز نحوها جاعلا إياها على الأرض تحته وهو فوقها واضع رأس السهم على عنقها سائلا بنبرة حادة:

-"هل هذا السهم الذي كان بصدر روسلن؟؟ هذا سهم روسلن بلا أدنى شك, أخبريني أين هو وكيف هو؟"

أجابته وعلامة الإستمتاع تملأ وجهها:

-"يا بني هو بخير حتى أكثر من بسنه لكنه بمسكننا و...أتعرف متى كنت بهكذا وضع؟"

نهض بيلور محرج فأعتذر منها وطمأنته ألا يبتأس فهي تدري أنه ما فعل هذا إلا خوفا على جده ووافقت إليكيا على الذهاب معهم رغم عدم راحتها...

بينما كانوا ذاهبين لركوب السيارة قالت الامرأة:

-"صحيح إسمي أماثيست...

-وإسمي بيرلوف...

فردت عليه:

-"انهم مسبقين يعرفون."

فقال كل من الثلاثة:

-"أنا إليكيا...وأنا مساعدتها ديما...وأنا بيلور روبرت."

"..."

عندما أوشكوا على الوصل إنتبهه بيلور لقصر مهول أبيض رخامي حسب كقصور الروم فسأل بيلور أماثيست:"لمن هذا القصر أختاه؟" فردت:

-"كان هذا القصر البهي لنبيل نابلي لكن ليس للسكن بل كان لعطله الريفية ليشحن بطاريته إذ فرغت من إسبوع كامل من اللهو والحفلات العصرية فيجيء هنا ليحتسي قليلا من النبيذ الأحفوري وهو ينظر للطبيعة لكنه الآن مأوى لنا القصر لا النبيل."

وقفت السيارة أمام البوابة الكبيرة التي كانوا قد دعموها بشبكة حديدة وأشواك فبدا من الصعب فتحها من الخارج لكن ريثما وصلوا فتحت لهم فحينما دخلوا راح بعض الأطفال بعمر بيلور وأصغر تحيطهم وينظرون نحوهم بنظرات تفيض فضولا وحين نزولهم راح الأطفال يسألون الثلاثة وأماثيست من هم وعما جرى فردت أماثيست:

-"أيها الأطفال كفى كفى ستعرفون كل شيء لكن الآن عودوا لأمهاتكم!"

لكن لم يذهبوا حتى صاح بيرلوف عليهم ليذهبوا, بدأت أماثيست بتعريف الثلاثة على المكان بينما يسيرون الى مكان ما:

-"لا تخافوا من بيرلوف فهو حقا طيب وأن تصرف بغير ذلك فهو سوف يعتذر وهؤلاء الأطفال هم ناجين جمعناهم هم وأمهاتهم ليس كلهم لديهم أمهات لكن النساء اللاتي عندنا حقا لطيفات لذا قد تجد إحداهن تعتني بثلاثة أطفال وفقط واحد هو من صلبها وأما الرجال فهم قليلون مقارنة بالنساء فقط خمسة عشر رجل وثلاث وعشرين امرأة لكن أغلبهم مقاتلين ليس كلهم بمستوانا أنا وبيرلوف وفقط القليل من النساء من تجيد حتى رفع السكين لكن أعظمنا وهو من أنقذنا أنا والضخم قبل أن نصبح بهكذا قوة وقبل جمع عائلتنا بهذا القصر هجرس..."

صمتت قليلا وأكملت:

-"هجرس منذ عرفناه لم يكن شخص عادي فرغم أنه لم يتخط الخامسة عشرة فهم أقوانا سرعته, موهبته, حكمته, قوته دوما كان ينقذنا عندما نتورط بموقف صعب فكان أول لقاء هو بعد بداية الكارثة بثلاثة أيام عندما حُصرنا من قبل حشد مهول من اليقظين..لم نستسلم فقد قتلنا منهم ما إستطعنا وعندما استيأسنا من النجاة قفز هجرس بينهم وما هي إلا دقائق حتى غُطِيت الأرض بأشلاء رؤوس اليقظين كالبرق يضرب الأرض فأما ميت أو ميت من عليها وحين فرغ سقط من التعب بين أجساد اليقظين وقبيل وصول المزيد أخذناه لمكان أمن ثم عند إستيقاظه كونا صداقة بسيطة وكان معنا بمثابة المنقذ وبالنسبة له حياة مع أناس آخرين أفضل من الوحدة وهو الذي ساعدنا لجعل هذا المكان عامر وأمن فهو يمسك مسؤولية المؤونة والحماية من الوحوش المتطورة لكنه كان وما زال قليل الكلام وغير إجتماعي بالمرة وحتى كان يرد كل فتاة تحاول التقرب منه وربما يخبرني أحيانا إنه يسعى خلف فتاة معينة لذا يا إلي لا تحولي..."

إحمر وجهه إليكيا فضحكت محاولة إخفاء إعجابها بهجرس وأكملت إماثيست:

-"لكنه لا يهتم بمن يدخل ما دمنا لا نمانع لذا أتوقع إنك يا بيلور ستكونا صداقة وثيقة خاصة وإنك قوي مثله والآن ها هنا..."

وقبل أن تكمل جملتها إندفع بيلور للغرفة التي كانت أمامهما وكان بها روسلن مستلقي فنهض وحضنه وقال:

-"أيها الأحمق أحقا تركتني بحجرة ضيقة وسهم بصدري؟"

بينما راحت دموع بيلور بالنزول فلم يستطع أن يرد من فرحه فكانت شفتيه ترتجفا فضحك روسلن بخفة وقال:

-"لا عليك بالفعل أعلم إنك ذهبت لطلب المساعدة الآن أخبرني كم تطورا تطورت؟"

فرد بيلور بصوت واطئ فلم يسمع فكررها بصوت أعلى:

-"لا تتركني هكذا مجددا."

وقالها بثاني مرة بنبرة غاضبة فتعجبت منه أماثيست فسألت:"يا لسرعة تقلبك من طفل حزين بكاء لرجل غاضب بنظرات تهديد." فأجابها روسلن أن ذلك راجع لمهارته التي تأكل مشاعره كلما فاضت فردت:

-"اووووه مثل هجرس فديه عفريت أم مارد آكل العواطف."

إتسعت عينا بيلور وسألها:

-"عفريت آكل العواطف؟"

أجابت:

-"نعم هي."

سكن الصمت بينهم حتى إخترقهم بعض الأطفال ينادون فرحين:"عاد الأخ هجرس..."

-------------------------------------------------------------------------------------------

شفن*:نظر بمؤخرة عينه بعدم رضا أو غضب

ترح*:هم حزن

2021/02/03 · 88 مشاهدة · 1102 كلمة
Asano
نادي الروايات - 2024