دموع العذراء:4

"-إجرِ...إجرِ سيلحقنا!!"

وقف بيلور امام متجر تجاري هائل وكان يحاول إشباع عينيه به, فلم يسبق لطفل يعشق البيت ولا يخرج إلا نادرًا ربما حول منطقته يتجول مع صديقة طفولته السابقة قبل أخذها أبيها معه بعد أن طلقته والدتها, حقيقتًا كانت الحضانة ستذهب للأم لكن أبوها لم يكن رجل عاديًا فقد عين ورشا الكثير حتى إستحوذ على إبنته وسلبها من مستحقتها وكانت تدعى صديقته بـ "إليكيا" كان لا يخرج إلا ليتجول حول منطقته معها لكن عندما انتقلت اصبح اكثر انعزالية لذا لم ير هكذا بنيان من قبل فاخذه الفضول ليرى ما فيه *اصوات ضحكات*...

واجهه صعوبة بفتح المدخل فلم يدري انه كان من الوراء مغلق بجبل من عربات التسوق وبعض القفيز المملوء بالرمل وأشياء أخرى فراح يبحث عن سبيل غير ذا فبينما كان يبحث بعصا وجدها قبلًا فكان يضرب بها على زجاج النوافذ فكانت منيعة عدا أنه كان واثق من انه سيعثر على منفذ فمستحيل ألا يجد فأطال البحث وليس عنده الكثير من الوقت فمن عجلته لكم احدى النوافذ فما تكسرت فضرب الثانية فثالثة فرابعة حتى تجرحت يده فسقط على أسته ضام ركبتيه لصدره وبينما يلف يسراه الدامية فكر بكيف سيدخل وكيف بروسلن وهو هناك وحده وماذا عن عطش الدماء الخاص به فسرعان ما تجمعت بعض قطرات الدمع بعينيه مشتاق لأمه ودفئ حضنها الذي لن يشعر به مجددا فاجهش باكيًا وتعالت أصوات نحيبه ولكن تخلل ذلك النحيب غرير اليقظين فمسح دموعه بقطعة القماش التي لفها حول جروح يده وتناول السيف بيسراه فأندفع مُكمل قهره باليقظين فما أطال بهم حتى أنهاهم كالكلب المسعور حتى يتحير الرائي مَنْ منهم اليقظ وبينما كان ...

العطش الدموي: [501/600( +238↑ )]

ارتفع مقدار التشبع الدموي للحجر حتى اصبحت عيناه تبرقان كعقيقة معصمه وجلده أخذ بالإسوداد وبينما تعالت أصوات تنفسه وتضخم رغبته بقتل المزيد فلكم بيده المجروجة مجددا الزجاج فتهشم لإشلاء دقيقة ثم حين دخل وقطع نصف الطابق السفلي فصاح بكل قوته حتى برزت شرايين وأوردة عنقه مضيئات بلون ذهبي فسقط سيفه من يديه وراح يجري كالفهد على يديه وقدميه, لا يَرَى إلا منظر ضبابي يملئه لون الدم القاتم, الشبل مسعور بإظافره مزق أعناق اليقظين وما زال يسعى للمزيد حتى ما عاد من السهل التمييز بينه وبينهم...[تنبيه]

[ارتفع العطش الدموي لمستوى عال.]

-إستخدمي مهارتكِ عليه.

-عُلم.

وبينما كان بيلور على وشك نهش عنق يقظ أخر شعر بخدر شديد وبجسمهِ يتراخى وكأنه يتفكك حتى أصبح يتمايل يمنه وشمالا ككلأ يراقصه النسيم هادئ فسقط بين وضائم اليقظين...

"..."

-بيلو, أتريد بعض من كعك والدتي؟ فهو حقًا لذيذ つ ﹏⊂.

-إيكي, لا تكذبي لن تعطيني حتى لو طلبتُ.

*صوت صفع*

-غبي! غبي مَنْ يقول لفتاة أنها كاذبةَ؟ أفقدتَ عقلكَ؟

-آسف.

-"آسف"؟

بحقك ألا تجيد غيرها؟ همممممم إذ غضبت منكَ فتاة لا تعتذر بل حاول أن...أممم كيف اقولها؟ نعم قُم بإستيعابها كأنك إسفنجة وهي البحر *أصوات ضحكات*

"..."

-بيلور!!!

بيلور!!!

إستيقظ!!

فتح بيلور عينيه فرأى هيئة ملاك خلاب ذي شعر مسترسل ووجه كالبدر بإكتماله وصوت يذكرهِ بماضيه فبينما كان مسحور بمخيلته وهو يتخيل شكلها بلا ضبابية صفعتهُ, فصاح بإنزعاج:

-"ماذا؟ بأي جرم فعلتي هذا؟"

فكان يتوقع أن يسمع جواب ما أو تهديد فارغ لكن صُدم بأنها أحاطتْ عنقهُ بذراعيها وأخذتْ بالبكاء على عنقهُ قائلة بصوت متقطع:

-"وأخيرًا أحد مِن عائلتي وجدته بعدمـ..ما فـ..فقدت أبي أر..أر..أرجو..ك أبقِ!"

فسرعان ما تذكر بيلور الصوت فبادلها الحضن وهو الأخر أخذ بالبكاء رغم لم يطل فمهارتهُ جففت دموعهُ بسرعة بينما إستمرتْ بالبكاء عليه لخمس دقائق اكتفى بالنظر لها حتى أفرغت كل شوقها له فذات الست عشرة عام ما زالت تشتاق لهذا الصغير ثم مسحتْ دموعها وقالت بهدوء فيا لسرعة تحولها:

-"عندما كنت نريد القدوم لحيّ القديم بحثًا عن والدتي سمعنا أصوات صراخ وصياح فظننا أنها لأناس بخطر فتوجهنا له بحذر وبينما كنا نقترب بحذر رأيناك وانت تقتل بهم بكل وحشية الأصح تنفذ عليهم مجزرة وكنا سنتراجع بحذر لكن قامت مستشارة أبي بإستخدام مهارتها "البصيرة.3" فكان ضمن حالة نقاطك اسمك فحين قراته علينا اخذت بطلب انقاذك من رئيس الأمن وكان قد رفض لكني أصررت عليه حتى وافق فحين فعلت مهارتي عليك "رصاصة السبات.2" نمت وبعدها قاما كل من رئيس الأمن ومساعده بتصفية البقية بتربص ثم إستعدانك وانت باعلى مستويات تشبع الحجر فبينما الخوف كان يملأنا إلا أني وثقت بأنك ستنجو فما زلت صغير على الموت *إبتسامة*."

بينما كان بيلور يحاول الفهم عرف أنه كان سيتحول ليقظ لولا تدخل مجموعة صديقة طفولته فبادلها الإبتسام وسأل:

-"من قال لكم أن تنقذوني؟"

خفضت إليكيا رأسها فرفعته وصفعته بقوة تاركة أثار أصابعها فنظر بشفن شديد للجانب البعيد لكن إسترد نظرته العادية وضحك ففعل مهارة السمندل المحجر ورداء الإخفاء فأخذ من رئيس الأمن سكينته وأحاط بها عنق إليكيا وقال:

-"لا أعرف حقا من أنت ربما مجرد محتالة فلا أتذكر عن إليكيا إلا بعض الصور المشتتة والأحاديث القصيرة, فلما تظني إني قد أصدقك؟ أفقط لأن دموعك نزلت على عنقي؟"

إبتلعت إليكيا ريقها الجاف بصعوبة وردت:

-" لا ادري حقا ما تتذكر عني لكني واثقة بانك لو سالتني اي سؤال سأجيب."

عاد بيلور لمكانه فما كان يستطيع الحفاظ على مهارته لمدة أطول وأصبحوا كذلك قريبيا منه نسبيا فحين رفع تاثيره ارادوا أن يهاجموه لكنها منعتهم واخرجت من جيبها دمية صغيرة تعلق بحلقة المفاتيح وريثما رأها سقط جاثي على ركبتيه وهو يتذكر حين أمه خاطت لها هذه الدمية لتكون كتميمة حماية لإليكيا فوضعت يدها على كتفه فقبلت جبينه قائلة:"رويدا على نفسك فما زالتُ أختكَ الكبيرة تحبك." لم تتوقع أن يطيل فهي سبق وتعرف بشأن مهارته الخاصة لكنما ما يبدو أن ما يجوب بخاطره هذه المرة أشد وقعا من أن يُلتهم بسرعة فالندم والشوق والحنين والخوف كِلًا يضرب بسواحل الصغير.

جالسا على شرفة ما في الطابق الثالث يحدق بالسماء مغرق باله بالتفكير حول أي منقلب ستنقلب حياته خاصة وانه وجد شخص يعرفه ويثق به أكثر وأوثق من روسلن وحتى لو أراد فالطريق الذي ستقطعوه صديقته ومن معها سيكون بمفترق عنه وذاك العجوز مسبقا مرة يومين ولم يستيقظ والسهم ما زال بصدره فحك بيلور فروته بقوة "إكتفيت من هذا." فنزل للطابق الثاني لحيث تواجد إليكيا ومساعدة أبوها فالبقية راحوا يبحثوا لنا عن مأونة هنا فحينما دخل سألته إليكيا وهو كانت تفتح غلاف مصاصة بالفراولة:

-"بيلو, أتواصلت مع اي وحدة عسكرية سابقا؟"

وقبلما ان تدعه يجيب أكملت:

-"اقصد أأتصلت بك وحدة فدوكس؟"

نظر لها بتعجب يملأ وجهه فأومأ بالرفض فقالت مبينة له أكثر ما تقصد:

-"هناك وحدة عسكرية معينة اسمها فدوكس بمعنى الأسد لكن المهم بشأنها أنها قالت وبشمل واسع المدى إنها ستتوقف عن سواحل مدينة نابلية للإسبوع ونحن سمعناها قبل يومين أي تبقى على موعد مغادرتها ثلاثة أيام فخرجنا عندما سمعناهم بحثا عن امي لكن قد تاخرنا ولا اظنها ستفعلها وتنجو فأمي أرق من بالحي وأطيبهم فلوما وجدت جماعة تستظل بهم لتضحي على كرسيها الهزاز منهوشة العنق لذا ما رأيك أن تذهب معنا وهناك ستحمينا الوحدة من هؤلاء المسوخ؟"

اخذ بيلور بتأمل وجهها فقال:

-"لي رجل هنا لا أستطيع تركه وإن قلتوا إلي بأن في نابيلة الفردوس قد تشكل ومصاب عيني سيزول بعدما قالت لي هذه الامرأة فحقا أقدر عرضكِ لكنني لا أستطيع."

مسكت إليكيا زندها بكف يدها الأخرى وشدت عليه وهي خافضة رأسه تعض بشفتها السفلى فقالت:" حسنا يمكـ..." دخل مساعد رئيس الأمن علينا وتملئه الدماء يهلث فحينما سألته المساعدة قال:" أهربوا المـ..مـ..موت قادم لنا الموت قادم!!" فأصبحت كل من الفتاتين كأسهم بوصلة ترتعشا فجرى بيلور للخارج محاول أن يرى فإستجمعت الفتاتين شجاعتهما فبينما كان الرئيس يقاتل يقض كان شكله غريب فطوله تقريبا مترين ونصف وعرضه متر وحركاته الرشيقة السرعة فكانت تثير التراب فإذ سدد الرئيس لكمه فردعها درع عضلات اليقظ وردها بثلاث لكمات وبعد أن فعلت مهارة البصيرة عليه.."يقظ.2" مـ..مستوى إثنين؟ قالت المساعدة, فكما البقية عرف انه لميت أن بقى فاخذ بيد إليكيا وهرب وكانت كالحمل الوديع لم تقاوم بل وجرت ولحقت بهما المساعدة لكن سرعان ما فرغ اليقظ من الرئيس حتى جثى عند بطنها فراح ينهش بطنه فحين إنتهى منه راح يجري نحوهم فتعثر بيلور فسقط هو وصديقته وإذ كان اليقظ على وشك قتلهما دخل مساعد الرئيس فحاول تعطيله وامرهم باكمال الهرب وبعد ان اقتربوا من المخرج وقف بيلور امام الباب ناظر للارض فسالته إليكيا ما يؤخره فستصبح تضحيه الرئيس ومساعده هباءا منثورا فقال:

-"متأكد انك سبق وتعرفي لقبي؟"

رفع رأسه مبتسم وأكمل:

-"متأكد إني إن هربت فسوف أعاقب لعدم مقاومتي."

إبتسمت إليكيا فنظرت نحو مساعدة أبوها وقالت:

-"إهربي أنتِ! سأوفر له الدعم بمهارتي."

------------------------------------------------------------

2021/01/28 · 180 مشاهدة · 1293 كلمة
Asano
نادي الروايات - 2024