ما بعد البداية:2

-انظروا هناك شخصين قادمين, استعدوا!

-ماذا؟ أطفل سنقتل هذه المرة؟

-حسنا تجاوزوا الطفل وأصموا* فقط الرجل.

-عُلم.

"..."

خرج من بين الأفرع التي تحيطهما مجموعة من الناس مدججة بالسلاح وبينما اخذ بيلور بالنظر يمنى وشمالا نهض روسلن بثقل ووضع كفه الأيسر على كتف الصبي وقال بصوت ثقيل متقطع:"إهرب سأحول تأخيرهم عنك..." وكان يسعل بعد كل كلمة فحضنه بيلور ولكنه لم يهرب كما طلب منه روسلن بل تقدم أمامه وصاح باعلى صوته قائل:" أين كبيركم؟ ليخرج لي كبيركم! أليس فيكم كبير؟" فرد عليه احد من الخصوم:" كفي عنا ايتها الحشرة فقد أثقلتِ علينا بما لا نحب أن تكون لنا فيه أذن..." توقف عن الكلام وظهر على وجهه الخوف فأنشق القوم الذي ورائه كالبحر لموسى فسار بينهم شاب بدت عليه ملامح النُبل وأخذ الرجل يرتجف فجثى على ركبتيه متوسل من ذلك الشاب أنه ما كان إندفاعه إلا لما كرهه من كلام الصبي فوضع الشاب يده على كتف الرجل وأبتسم فقال ببرود:" قولٌ ثقيلٌ لأرمل." وقع الرجل على كفيه باكيا بأن ياخذ حياته ويبقي على عائلته لكن ما كانت إلا ثوان حتى برفسه جعل الرجل يطير لسبع أمتار, قل إرتجاف ساقي بيلور وإرتعاش يده فشد بقبضته وقال مستجمع ما بقي من شجاعته:"يبدو أن قطيع الأغنام ذا يقوده راعيه الكذاب!" أكتفى الشاب بالتبسم وإذ بالشاب يتقدم للصبي وريثما حال بين الصبي وبين الشاب بضع خطوات حاول بيلور طعنه بروكسي التي سرقها من روسلن أثناء حضنه لكن امسك الشاب بمعصمه فلواه مسقط السكين من شماله ثم لكم بطنه لأعلى بقوة أسقطته يسعل...

الصحة: [17(-84 ↓ )]

حين رأى بيلور أنَّ لكمة واحدة من هذا الغريب كانت كفيلة بخفض ثلاثة أرباع صحته فشعر كما لو خوفه عاد وأكثر فليته هرب كما قال له روسلن وما حاول أن يجرب حظه لكن لات حين ندامة, حينما حاول النهوض عسى ويهرب أو يجرب حظه كرة أخرى ما إستطاع كما لو إنَّ جبل أحد على متنيه قَطَبَ أو نزل, رفع الشاب بيلور من ياقته وبينما يستمر بالتبسم أمام وجهه كالأخرق قال:"طفلٌ شجاع لكنَّما من أمثالكَ أما تجعلهم غلمان عندك أو تقتلهم وهم ما زالوا كالعود الأخضر الطري." وعندما أتى آنُ القاضية كانت الأرض التي هم فوقها أخذت بنمو شقوقها وأصبح الشق الصغير الذي لا يخاف من تعبيريه غار يقدر أن يعيش به بني الإنسان وليس كما لو حدث ذلك بآنها بل ربما منذ ساعات وقد إنهارت تحتهم فإذ بهم بمجاري الكنيف* لكن أوحسب أنها إنتهت عند ذلك؟

بدا كتمساح مجاري لكن لونه الفضي وعينيه اللائي كاننَّ يشتعلنَّ حمرة والأنياب التي من كثرتها بفاهه نبتت على ظهره وفمه...لو كانت الشقوق ساعتها من وسعهن غار ففمه بوابة حصن حال دون ذلك, قد يحسب الرائي بأن من حجمه سيكون بطيء ولو بالشيء المعقول لكن سرعان ما إختفى في الماء ومعه ثلاثة رجال وإنتشر الرعب بين صفوف رجال الشاب الذين وقعوا معنا, خال الشاب أنه أهلٌ لها فقد غرته قوته المكتسبة وحين قفز نحو التمساح لما خرج لينظر نحونا بنظرات الإستهزاء, كأن الشاب حجز لنفسه غرفة بفم الرصاصي...

----------------------------------------

*أصموا: (أصم) أردى به قتيلا

*الكنيف: بيت الراحة

2021/01/20 · 139 مشاهدة · 476 كلمة
Asano
نادي الروايات - 2024