في غرفة واسعة مضاءة من كل الجوانب وقف مجموعة من الرجال يرتدون اردية زرقاء يشاهدون شاشة كبيرة بنوع من الترقب.

قال أحدهم:"هذه اللحظة كنا ننتظرها منذ سنين"

"هذه خلاصة مجهودنا من أجل الجنس البشري" عقب آخر.

لكن رغم تعالي الكثير من الأصوات المتفائلة إلا أن ذلك لم يغطي على توتر البعض.

من بين هؤلاء الرجال كان شخص متوسط القامة تبدو عليه ملامح الفتور وقلة الصبر، على سترته بطاقة كتب فيها "جوزيف راكون".

"جوزيف، ماذا تظن أنه سيحدث بعد إطلاقه؟ إلى أي مدا قد يتغير العالم؟" اقترب منه رجل سمين أشقر وسأل.

"كارلوس ألا تظن أنه من الباكر الحديث عن تغير العالم؟ لا ندري هل سينجح هذا الإطلاق أم لا " أجاب جوزيف وعلى وجهه ابتسامة متهكمة.

" هههههه يا رجل هذا هو مركز الأبحاث الأعلى للإمبراطورية ، حيث يجتمع عباقرة العلم لتطوير التكنولوجيا المتقدمة و قد تم إنتاج العديد من المشاريع على كل المستويات و لم يفشل أي مشروع ، قبل الإطلاق النهائي يمر المشروع من عدة اختبارات على يد فرق مختلفة 'الوحدة الزرقاء' ليست إلا واحدة منهم ، لربما لا تعرف هذا لأنك لاتزال جديدا هنا لا يزال لديك العديد من أوجه القصور في معارفك حول المختبر" تحدث كارلوس بثقة .

تنهد جوزيف و قال:" إن أساليب الإمبراطورية تستحق التأمل ..... يبدو أني أحتاج إلى تحديث معلوماتي حول منهجية العمل"

وكز كارلوس كتف جوزيف وقال:" ماذا تنتظر من 'حاكم العالم'. يا فتى هذه المعلومات كنت لتعرفها لو تحدثت أكثر مع زملائك، عليك أن تغير من طبعتك الانطوائية، ليس العمل هو كل ما تدور حوله الحياة "

'حاكم العالم؟ ليس لفترة طويلة'

بدا جوزيف شارد الذهن وقال:" نحن باحثين عملنا تطوير تكنولوجيا متقدمة للازدهار الإمبراطورية، علينا أن لا نتوقف عن العمل بجد، هذا هو دورنا دونه نحن لا قيمة لنا ...... و من لا قيمة له مصيره ليس ما قد تود تجربته"

"ما بك متشائم، أنت تضفي جوا حزينا حولك، لن يحبك الناس إن بقيت هكذا"

"لا أريد أن يحبني الناس، الوضع الحالي مرضي"

" أنصحك بتغيير عقليتك هذه إنها ليست مناسبة هنا.... سينطلق"

وقعت كل الأنظار على الشاشة.

على الشاشة يظهر صاروخ عملاق على وشك الإقلاع.

[الصاروخ الاستيطاني رقم 0v300 يستعد للإقلاع]

[ثلاثة]

[اثنان]

[واحد]

[انطلق]

انطلق الصاروخ الاستيطاني الجديد حاملا آمال الإمبراطورية في استيطان المجموعة الشمسية.

مرت عملية الانطلاق بسلاسة كبير وسمعت عدد من تنهدات الارتياح.

' مجهود بدون فائدة '

استدار جوزيف والتجه للخروج من القاعة.

بعد الخروج من غرفة الاجتماعات مشى إلى آخر الممر ودخل للمصعد.

ضغط على 1 وانتظر بدأ المصعد بالنزول.

13 12 11 ....

في الطابق 8 توقف المصعد ودخلت فتاة نحيفة، متوسطة الطول ذات شعر شديد السواد وعينين عسليتين.

ألقت نظرة على جوزيف وقالت: "مرحبا، هذه أول مرة أراك، هل جديد هنا؟"

"نعم"

"جوزيف راكون؟"

"نعم؟"

"هل أنت من مملكة النجم؟"

صمت جوزيف قليلا ثم رد مجددا:"نعم"

"لما أنت قليل الكلام؟ هل تشعر بالمرض؟"

"لا"

"إذا لما لا تتجاوب معي؟"

التفت لها و قال :" ماذا تقصدين بالتجاوب؟ لقد أجبت على كل أسئلتك بوضوح"

حدقت الفتاة به لوهلة ثم أشاحت بنظرها بعيدا عنه.

"لينا نيدليس" تحدثت الفتاة بصوت منخفض.

"اسم لا بأس به" أثنى جوزيف.

تك-

فتح باب المصعد، وخرجت الفتاة دون إصدار صوت.

قفل باب المصعد واستمر بالنزول.

[1]

فتح باب المصعد وخرج جوزيف.

كان الطابق الأول واسعا وشبه فارغ. يحتوي على غرف عديدة مرقمة. توجه جوزيف لإحدى هذه الغرف و فتح الباب.

كانت الغرفة ضيقة، صبغت جدرانها باللون الرمادي، تحتوي على مكتب صغير وخزانة.

أغلق جوزيف الباب وغير ثيابه ثم خرج.

بعد خروجه من المبنى استقل سيارة أجرة واتجه نحو منزله، لم تمر إلا دقائق حتى وصل جوزيف للمجمع السكني فنزل من السيارة بعد دفع ثمن الرحلة.

ثم صعد بضع درجات وفتح باب شقته فدخل.

نزع حذاءه وجواربه ثم غير ملابسه، ثم فتح حاسوبه وبدأ يتصفح الأنترنيت.

'كل الناس يتحدثون عن الرحلة الاستيطانية، من المؤسف أنها ستفشل .... سيخيب أمل العديدين كما أن راتبي سيتم خصمه'

'لكن هذا ليس مهما حقا.... فنهاية العالم تقترب'

مر الوقت بسرعة وغربت الشمس، في تلك الليلة نام أغلب سكان العالم دون أن يدركوا ماذا ينتظرهم.

[00:00]

في منتصف الليل وعلى عكس الكثيرين كان جوزيف أحد ألمع العقول البحثية للإمبراطورية، ينظر للفراغ أمامه كالأحمق و علامات الفرح بادية على وجهه.

'أخيرا'

في الفراغ ظهر أمام عيني جوزيف نافذة زرقاء.

[انتهى الشحن]

[هل أنت جاهز للمحاكاة؟]

2024/04/23 · 34 مشاهدة · 680 كلمة
Samikiouach
نادي الروايات - 2024