تتساقط اوراق الماضي وتشتد سيقان الحاضر وتزرع بذور المستقبل، دورة حياة الكائنات،

مع هذا الربيع، مع تفتح بذور المستقبل اللاتي زرعنها سيقان الحاضر السابق، أهو الماضي؟،

ماكان عمري مجددا، اهو عامي التسعين؟ لا استطيع فتح عيناي، اوصلت اخيرا الى نهاية حياتي؟ لا افهم

لما زرعت حقد وغضبا وسعادة وحب وقضيت عمري لاولادي ولا ارى اي حصاد الان؟ بجانب السرير الكئيب ازهارا ذابلة تضع جذور حياة جديدة في تراب قديم اهلكته السنين وافنته،

ماحصدت من تكريس حياتي لنظام لن ينفعني معرفته او ان اجهله؟

التفكير لا فائدة منه، الحقيقة الوحيدة هي إنني وحيدٌ، لا ارى حبي الذي افنيت حياتي لاسعاده ولا اولادي الذي ذبل جسدي وتهالك لاشد عضدهم، ارى فقط بيتا قديم في وسط قرية هجرها سكانها مع سرير وحيد وجسد ذابل بجانبه ازهار رعاها وقد ذبلت وتسقط اوراقها باستمرار عليه وكإنها تواسيه وتتعهد بإن تفنى معه، وقد عاشت ذكرياته السعيدة معه وشاركتها بها، مع رعايته حان وقت سداد الدين،

رفعت يد هزيلة بصعوبة لتمسك الازهار القليلة المتبقية،

" في النهاية، لم يتبقى معي سواكِ، ااحزن ام اسعد لكون روح ستفنى نفسها مع فنائي؟" صوت هزيل متقطع وجه الى ازهاره الذابلة يخاطب روح متهالكة،

ماهي السعادة وماهو الحزن؟ وجهان لعملة واحدة؟ بلى هم كذلك

في النهاية ستبقى وحدك، دون أنيس او حميم، ترى سكرات الموت تقترب شيء فشيء بينما تهرب فتتكسر عظامك القديمة ولايحملك كاهلك، تسقط وتاخذ بالزحف هاربا، حتى جسدك لم يعد يحتملك، جسدك الذي اخذك من الفراغ وقضى معك حياة كاملة لم يحتملك، اذا مالمغزى؟ مالمغزى من هذا كله؟ لما ولدت ولما اعيش هذا؟

اشعر بالبرد...، الخوف البارد، اريد ان ابكي،

خوف بارد يتسرب الى دمي ويتخلخل عظامي،

ماهذا الذي اشعر به؟ حماس؟ مع جسدي الهزيل وعجزي؟

انتظر! هذه ليست قشعريرة واندفاع قوة!، بل

" ملك الموت! "

2024/04/05 · 12 مشاهدة · 279 كلمة
نادي الروايات - 2024