لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

أستيقظت صباحًا, اليوم هو السبت, لا دراسة اليوم.

شعرت بسعادة هائلة, ثم تذكرت أن غدًا الاحد ستبدأ الأختبارات, وعادت مشاعري إلى عادتها.

بشكل عام في مثل هذه الايام, يجعلني بروس استريح حتى الساعة العاشرة ثم يستدعيني للتدرب في أجهزة المحاكاة.

ولكن اليوم, أرسل لي رسالة تُفيد أنه لن يكون موجودًا في الأكاديمية حتى ما بعد العصر.

يمكنني أن افعل ما اريد, ولكنه اقترح أن استغل الوقت بالتأمل في أجهزة المحاكاة, وهذا تمامًا ما أردت فعله… لاحقًا.

قررت أن استريح اليوم تمامًا, لا يهم الأنضباط. أن لم ارتاح فربما افقد عقلي بجدية.

وكما قلت لمئات المرات, أفضل الفشل بهدفي على تحقيقه بعد أن أتغير كثيرًا.

لا اريد العودة إلى عائلتي أن اصبحت مجنونًا, سيكون ذلك غبيًا وخاليًا من المعنى.

ولهذا خرجت من المهجع, وتوجهت نحو اقرب متجر ألكترونيات موجود داخل الأكاديمية.

تم تصميم الأكاديمية بحيث لا يحتاج الطلاب إلى الخروج ابدًا, لذا فهناك مباني ومتاجر ومستشفيات…

كل شيء قد يحتاجه او يريده الطلاب موجود هنا, بما في ذلك الألعاب.

بالنسبة للأكاديمية, فيمكن للطلاب اللعب كما يشائون, لو فشلوا سيعيدون السنة او يتم طردهم ببساطة.

وهذا شيء قد يزيد قليلًا من أنضباطهم أيضًا.

الأنضباط مهم حقًا, خاصة في الحروب والأوقات الصعبة, حيث أنه يمنع الناس من الأستسلام, ويزيد من صبرهم.

دخلت المتجر مبتسمًا, وخرجت بعد دقيقة كاملة, هناك بعض الأشياء الجديدة في مخزوني.

لدي بطاقة بنكية حصلت عليها من سيرا, قالت أني استطيع شراء ما اريده دون أي حدود, ضرائب سكان الغرب موجوده في حسابي البنكي.

يا للسخرية.

قبل أن انتقل إلى هذه الحقبة, تجربة ألعاب الواقع الأفتراضي كانت حلمًا لي, ولكنها بعيدة للغاية عني للأسف.

شيء لا يمكن أن آراه إلا في الأفلام او الأعمال الخيالية, دون فرصة تجربتها في عمري كاملًا.

ولكن الآن, هناك جهاز محاكاة كامل على نفس مستوى الخاص بالأكاديمية داخل مخزوني.

سعره مخيف حقًا, وصل إلى خمسة أرقام!

حتى لو صُنعت ألعاب الواقع الأفتراضي في عصري, لم أكن لأجربها على أي حال, لا امتلك حتى ربع سعرها.

ولكني أستطعت دفع سعرها كاملًا الآن, أهذا تعويض عن أختطافي وأرسالي إلى هذا العصر؟

دخلت غرفتي بسعادة, وأخرجت الآلة واضعًا أياها في زاوية خالية, افسدت الجو قليلًا ولكن لا بأس بذلك حقًا.

منذ مجيئي إلى الأكاديمية, فقط داريستان من يأتي لأزعاجي بين الحين والأخر, أيلينا جائت مرة واحدة ولن تتكرر غالبًا.

هذه الآلة بنفس مستوى تلك الموجودة في مباني الأكاديمية, نسبة أنسجام 99%, ولا يمكن شرائها من أي مكان سوى متاجر الأكاديمية.

النسخ التي يمكن شرائها في الخارج تتراوح بين نسبة 90 وحتى 98% فقط, وأسعارها أرخص بكثير, ولكنها لا تزال شيء ليس بيد المواطن العادي.

أيضًا, جميع النسخ الأدنى تتطلب نوعًا من الملابس الخاصة لأستخدامها جيدًا, بينما هذه التي تملكها الأكاديمية لا تحوي تلك الحدود.

والأفضل بالنسبة لي أنها تعتبر ملكية خاصة بي, لا يمكن للمعلمين او عمال الأكاديمية مراقبتي او تتبع نشاطاتي بعد الآن.

وكالمعتاد, بمجرد دخولي بدأ المسح, ثم واجهت العملية الغير معروفة الأولى.

التحقق من العين, البصمة, والوجه. تبدو وسائل الحماية جيدة ومتطورة للغاية.

بما أني الشخص الأول الذي استخدم الجهاز, فقد تم التعرف علي كالمالك الآن.

بينما لا يزال كل شيء أسودًا حولي, ظهر أشعار مكتوب بخط أحمر من اللامكان.

<عن طريق الأكمال, فأنت توافق على أن يأخذ الجهاز عينة دم, وذلك للأبقاء على قدرات ومهارات المستخدم.>

<عن طريق أختيار الرفض, فسوف يكمل المستخدم بوضع الغير مستيقظين.>

بالطبع, فإن أجهزة المحاكاة في الأكاديمية تُعطل هذا الأشعار وتأخذ عينة الدم دون الطلب.

لم أجهل وجود هذا الشرط, كيف يمكن لأجهزة المحاكاة معرفة المهارات عن طريق فحص الجلد فقط؟

المهارات تُحفر في الجسم والدم, لا يمكن قراءتها واعادة تكرارها إلا مع فحص من هذا النوع.

لقد وافقت طبعًا, بعض الناس نشروا نظريات مؤامرة بما أن مصدر صنع هذه الأجهزة هو الحكومة نفسها.

أشياء مثل: "أنهم ينسخون دم المستيقظين لسرقة قدراتهم." , أو "أنهم يسرقون معلومات الناس."

بالنسبة للنظرية الأولى, فلم نصل إلى تلك التكنولوجيا بعد, وأما الثانية فهي غبية للغاية.

الحكومة ستعرف معلوماتك بطرق أخرى ليست واضحة هكذا.

بمجرد الدخول, وجدت نفسي في فراغ أبيض كامل, دون أرض او سماء, لا يمين ولا يسار.

لا جهات ولا أي شيء, مجرد فراغ دون أي احاسيس, لا بارد ولا حار.

هذا هو الفراغ, يجب أن اختار هنا ماذا اريد أن افعل.

الدخول إلى الواقع الافتراضي العادي, الذي هو عبارة عن مجرد حديقة عشبية والتجول فيها, أو دخول العاب أخرى.

ولكن أولًا, علي أختيار الأعدادات العامة, مثل الحواس, الألم, وغيرها…

تركت كل شيء بنسبة 100%, أما الألم 75%, لم أرد الأعتياد على القتال دون ألم, وأردت الأستمتاع بوقتي في نفس الوقت.

ثم أخترت اللعبة, التي تطلب الحصول عليها دفع كمية مخيفة أخرى من النقود.

صنع ألعاب الواقع الافتراضي لا يمكن أن يتم بالطريقة التقليدية, وهو ليس عبارة عن برمجه فقط.

هناك العديد من الأسباب لأن تكون الألعاب هنا اغلى بكثير من المعتاد, مثل أن صنعها يستغرق وقتًا وتكلفة أكثر بكثير.

لم تكن هذه مشكلة بالنسبة لي, حيث أني استخدم مالًا ليس ملكي, وتقريبًا لا نهاية له.

لهذا لم أفكر مرتين قبل تحميل <العالم القتالي>, اللعبة التي جعلتني أريد شراء آلة المحاكاة, والتي شعرت بجاذبية شديدة نحوها.

أنها واقعية, هناك طور قصة, طور حر, وطور لعب مع أناس الأخرين, والأخير هو ما اردت تجربته أولًا.

لم يستغرق الأمر الكثير من الوقت لتحميل اللعبة بعد شرائها, سرعة التحميل الخاصة بالأكاديمية من بين الأعلى على الاطلاق.

فقط دقيقة واحدة, ثم وجدت الفضاء الأبيض حولي يتغير كليًا, لأرى نفسي واقفًا فوق جزيرة طافية.

طارت الجزيرة عاليًا في السماء بين الغيوم, ويمكن رؤية الأراضي العشبية في الأسفل بوضوح.

سقطت المياه من وسط الجزيرة إلى الأرض, مصدرها غير معروف وذلك لا يهم.

شعرت بالهواء حولي يضرب وجهي, الرائحة منعشة, وكل التعب الجسدي أختفى تمامًا.

كما لو أني وُلدت من جديد, الطقس يميل قليلًا إلى البرودة, ولكن ليس بحيث احتاج إلى ارتداء ملابس شتوية.

أنه ذلك النوع من الطقس الذي يمكن أرتداء أي نوع من الملابس فيه بحرية, ولن يبدو المرء غريبًا.

الجزيرة ليست كبيرة للغاية, هناك كوخ خشبي صغير في الوسط, أشجار نمت لها فواكه حوله, وبعض الأزهار المحيطة للزينه.

تبدو حقيقية للغاية, بالكاد أستطيع الشعور بالفرق بينها وبين الواقع.

أغمضت عيني قليلًا, وبدأت احاول الشعور بجسدي.

لم أستطع.

لا اذرع, أقدام, لا شيء.

حتى رأسي ليس موجودًا, لم اشعر بالقلق منذ أن السبب واضح.

أمامي, رأيت صورة عشوائية لبشري ذكر, يرتدي ملابس عادية بيضاء بالكامل.

يمكنني حرفيًا تغيير ما شئت بمجرد التفكير بالأمر, من لون الجلد, الشعر, العينين, وحتى بنية الجسد نفسها.

الطول والوزن…

كل شيء يمكن أن اتغير عدا: الجنس, او صنع اعضاء جديدة مثل الأجنحة او الذيول.

عندما أردت البدء بصنع شخصيتي, لاحظت شيئًا غريبًا. على الرغم من أني لا استطيع الشعور بأطرافي, إلا أن الأحساس الدافئ على جبيني لا يزال موجودًا.

ختم وصية الكسل, لقد تغلب بشكل غريب على وسائل المحاكاة وفرض وجوده, أستطيع حتى أستدعاء جور.

العناصر الأسطورية, تستطيع حتى التغلب على البرمجة المتطورة الخاصة بأجهزة المحاكاة والظهور كأخطاء.

ولكني لم احاول استخدام الختم لتفادي أي مشاكل محتملة, وذهبت لتصميم الشخصية.

ظهر تحذير امامي فجأة.

ملاحظة: تغيير أشياء مثل الطول أو الوزن قد يسبب صعوبة في التحكم بالجسد.

دارت أعيني لا أراديًا, أردت زيادة الطول قليلًا.

على أي حال, بما أن تغيير الطول او الوزن غير ممكن, فلا اريد أي شيء جديد حقًا.

لا اريد تغيير مظهري, أنه جيد كما هو, كما أني لا اشعر بالنقص بما فيه الكفاية لأغيره.

لا اعلم لماذا, ولكن تغييره يبدو غريبًا وطفوليًا للغاية في نفس الوقت.

ضغطت على زر <شكل الجسد الحقيقي> لأختصار الوقت, ثم ظهرت خانة جديدة أمامي.

<أختيار الأسم.>

حسنًا… هذا سؤال يحتاج بعض التفكير, لا أريد كتابة شيء قد يرتبط بهويتي الحقيقية, لا شيء مثل: ستار…

شيء لا يمكن أن يرتبط بي أبدًا, أول ما فكرت فيه هو شيء من القرن الواحد والعشرين.

شخص أحببته بشدة.

<تم أختيار أسم: ألين.>

نعم, أختي الصغرى التي لم تبلغ من العمر عامًا حتى, أشتقت اليها بالفعل.

الأسم أنثوي للغاية, ولكني لم أهتم, أنها مجرد لعبة ومن المستحيل ربط الأسم بهويتي في هذه الحقبة.

كما أنني سأتذكر هدفي الحقيقي كلما دخلت وخرجت من هذه اللعبة.

ثم هاجم أحساس جديد جسدي.

الجاذبية. وجدت نفسي اشعر بجميع اطرافي مرة أخرى, أخذت بعض الخطوات بلا وعي.

كل شيء يبدو جيدًا للغاية, ولكني الآن أدركت شيئًا معينًا.

لا أريد أظهار وجهي الحقيقي في اللعبة, سيكون ذلك سيئًا.

شعرت بالذعر, نقرت فورًا على خانة الأعدادت في الزاوية باستخدام عيني, وبدأت أُقلب الصفحات.

ثم في النهاية, وجدت معلومة مؤسفة…

<لا يمكن تغيير شكل الشخصية, ولا إنشاء حساب آخر.>

أول فكرة كانت أن احضر جهاز محاكاة آخر بما أني لن استطيع إنشاء حساب جديد, لا اهتم بالأسراف حقًا بما أن المال لسيرا.

ولكني تذكرت أن أجهزة المحاكاة تُحدد الهوية باستخدام البصمات وأشياء اضافية, لا يمكن أن اغير الحساب على الاطلاق.

عندما كدت أستسلم, وجدت أعدادًا مثيرًا للأهتمام.

<إخفاء الهوية.>

بالطبع سيكون خيار مثل هذا موجودًا… حتى الألعاب العادية الرخيصة تملكه لأخفاء أسماء اللاعبين, كيف لن تملك لعبة مثل هذه شيء شبيه؟

أيضًا, من المؤكد أن بعض الشخصيات الكبيرة ستُحب تجربة أشياء مثل هذه بين الحين والأخر دون الكشف عن هوياتهم.

بمجرد أن نقرت عليه, طفى أمامي قناع غريب الشكل.

"يمكنني أن اصمم شكله أيضًا." تمتمت بلا وعي, وبدأت أعمل.

بالطبع كشخص أحب لعبة إنشاء عالم, فإن لدي حس أبداعي شديد, لا يعني هذا أنه كان جيدًا بالضرورة, فقط أنه شديد.

ولهذا, لا أريد أن أرتدي مجرد قناع أسود او ابيض عادي. لا يوجد سبب حقيقي حقًا ولا داعي لذلك, أشتريت هذا الجهاز لكي أفعل ما اريده واستمتع, لا أن أفكر بسبب لكل شيء.

طالما أني لا اكشف عن هويتي أو أعرض الطفرة إلى التطور, لا بأس بفعل أي شيء.

أمسكت القناع الذي قضيت ربع ساعة في صنعه بفخر, لم أستطع إلا أن ابتسم أثناء النظر اليه.

بالطبع, القناع على شكل اليتي, تحديدًا ذلك الذي طاردني في جبل الضباب.

جلد أزرق كامل, الوجه السفلي مغطى بالفراء الأبيض وكذلك المنطقة حول العينين والجبهة بأكملها.

تم رسم خطوط دم حمراء على الخد ولطخت بعضها الفراء الأبيض.

وفوق الجبهة قليلًا عند حافتي القناع, تركت ثقبين لشيء لاحق.

من الجيد أن التصميم في هذه اللعبة سهل للغاية, بمجرد التفكير بالأمر يمكنني اجراء التغيير الذي اريده.

من المؤسف أني لا استطيع تخيل امر عشوائي ببساطة ليظهر امامي, ولكن لا حل لهذا الامر.

سيتطلب ذلك أعطاء اللعبة صلاحية كاملة على عقلي, لن يفعل أي شخص عاقل هذا.

ثم الشيء الأخير..

قد يظهر وجهي كثيرًا في الأخبار مستقبلًا, أولًا في الأختبار الكبير بعد اسبوع من الآن, الذي سيُعرض للمجال البشري كاملًا.

من المؤكد أن شيء كذلك سيجلب الملايين من المشاهدات, وانا لا انوي تقديم عرض عادي فيه.

أولًا لكي أضمن نجاحي في خمس مواضيع, لا يمكنني النجاح ضد ناس أعلى مني رتبة أثناء كبح نفسي.

وأيضًا, في الحرب وما بعدها, هناك بعض الاشياء التي اريد فعلها, والتي ستجلب بعض الأنظار.

وبما أني لا أزال اخطط إلى لعب هذه اللعبة حتى مستقبلًا, فلا اريد أن تنكشف هويتي ايضًا, لا مجال لترك أي نوع من الشبه مع شخصية اللعبة.

بمجرد أن ارتديت قناع اليتي الذي بدا تمامًا مثل الحقيقي, أستخدمت مهارة الوراثة.

أصبحت اطول بعشر سنتيمترات, وجسدي توسع قليلًا, لم اعد أبدو نحيفًا.

من الثقبين الذان تركتهما في القناع, تدفقت قروني البيضاء التي زاد حجمها قليلًا, وأصبحت داكنه أكثر.

في العادة رؤية هذه القرون سيكشف عن هويتي, ولكن يبدو الآن أنها مندمجة مع القناع تمامًا.

نمت أظافري أكثر أيضًا واتخذت لونًا أبيضًا شبيهًا.

وأما الأثير الأزرق الغازي, فبسبب انسجام لونه مع القناع بدا زينة, من المستحيل اخفائه على أي حال في هذا المكان.

والتغيير الاهم…

شعري الذي كان يصل حتى شحمة أذني فقط سابقًا, توسع كثيرًا حتى وصل إلى اسفل ظهري.

قطعته قليلًا بحيث يصل إلى أعلى ظهري فقط, ذلك أيضًا لكي اتفادى رؤية الناس لنفس الشعر عندما اتحول في الواقع, وملاحظة أني املك نفسه.

قد يكون كل هذا عبارة عن جنون عظمة, ربما لا أحد مشغول بما يكفي لتتبع هويتي, أو أني لست مهمًا بما يكفي لكي يكلف احدهم نفسه عناء التحقيق بهويتي.

ولكن لا بأس, الحذر أفضل من الندم, يمكنني أيضًا تفادي الأحراج أن تعرضت للسحق التام في هذه اللعبة.

شعرت بدوار فجأة, الهواء اصبح مشوهًا, وظهرت شقوق حول رأسي من العدم, والجزيرة أرتجفت.

<خطأ بقراءة أحد معلومات الشخصية, جاري حذف المعلومة من البيانات.>

مرت عشر ثواني تقريبًا, ثم بدأ الأثير يختفي ببطء, وعاد العالم إلى طبيعته.

الذكاء الصناعي المتطور الخاص باللعبة لم يستطع احتواء الأثير.

===

لالطمت

2024/04/25 · 124 مشاهدة · 1955 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024