لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

مرت ثلاثة أسابيع تقريبًا منذ دخولي إلى الأكاديمية, ولم يتغير الكثير.

أربعة أشهر قبل بداية الحرب, وموجة أختبارات قادمة قريبًا. تحسنت قوتي بعد تمارين بروس كثيرًا وبشكل ملاحظ, وزادت لقاءاتي مع أيلينا مؤخرًا.

حاولت تفادي بناء أي علاقة معها, ولكني وجدت نفسي أتحدث معها بين الحين والأخر بأمور خارج أطار الطفرة بلا وعي.

أصبحت منسجمًا مع بروس أكثر, تناولت العشاء معه عدة مرات بعد أنتهاء التدريبات, وزرنا بيرين معًا عدا مرات.

أُجبرت على مشاهدة عجوزين يمزحان مع بعضهم لساعات متواصلة, ولكني تحملت الأمر لأن تلك كانت أيام راحة نوعًا ما.

لم يحضر جين وداريان تلك اللقاءات, بذكر جين, يبدو أني لن اراه لوقت طويل حقًا, قد يبدو بيرين لطيفًا ولكنه ليس كذلك.

أنه يتهاون مع داريان قليلًا لأنه لا يزال ضعيفًا نوعًا ما للتدريبات الحقيقية, ولكن ذلك لا ينطبق على جين, أشفق علىيه حقًا الآن.

"لقد أرسلته في مهمة ليجرب صعوبة الحياة الحقيقية, وتزيد خبرته!" حاول بيرين الدفاع عن نفسه.

"ألم يمت آخر تلميذ أرسلته إلى هناك؟"

"..."

لنغير الموضوع..

بذكر داريان, يبدو أنه وصل إلى الرتبة B- مؤخرًا, نظرًا لقرب الحرب سيركز على رفع رتبته بدلًا من شكل الوحش او الفن القتالي.

بسرعته والموارد التي لديه من الحكومة والعائلة, اعتقد أنه سيخترق مجددًا في غضون خمسة أشهر, أي بعد بدء الحرب بشهر تقريبًا.

هذه الحسابات ليست دقيقة للغاية, ربما يفعلها قبل او بعد, انا حقًا أفكر لتضييع الوقت لا أكثر.

لم تكن اللقاءات كثيرة, فقط مرة في الأسبوع, أجبرني بروس على الذهاب معه دائمًا لسبب ما.

أكثر شيء كرهته هو عندما يتحدثون عني, أنهم مثل أمهات يتحدثن عن أبناء الأخرين, الأمر الغريب انهم يتحدثون كما لو أني لست موجودًا معهم في نفس الغرفة.

"كيف كان الأمر معكم مؤخرًا؟" سأل بيرين بعدما أساء بروس على مؤهلاته كبشري.

"آه أنه قمامه حقًا, رأيت من هم أفضل. لا يفعل إلا التهرب طوال الوقت, كما أنه لا يملك مانا, أحاول التصرف كما لو أن ذلك ليس عائقًا ولكني أجد الأمر صعبًا مؤخرًا حقًا." تذمر بروس.

وبدأ بيرين يواسيه بجدية: "أشفق عليك حقًا, يجب أن اكون ممتنًا لتلاميذي."

"أوه, هل تقصد الذي كان عبدًا ام الذي ولد لسفاحة؟"

أن كان قصدهم بهذه الحوارات هو تحفيزنا, فقد فشلوا بشكل ذريع, أكانت الأمور تعمل هكذا في الأوقات القديمة؟

====

اليوم, الأسبوع الثالث.

لقد أنتهى تدريبي الجسدي وأقتربت المحاكاة على الانتهاء, كنت أتبادل الضربات مع الدمى التي تنمرت علي في الأسابيع السابقة.

لقد تغيرت الأمور كثيرًا, أصبح أعدائي أقوى ومقياس الألم 150%, ولكني لم أهتم بالأخير منذ أني أصبحت قادرًا على تجنب ضرباتهم بسهولة.

تغيرت الأمور, أصبحت قادرًا على استخدام اقدامي أكثر في القتال, وتوجيه ضربات مضادة لم يعد صعبًا كما كان.

باستخدام جور يمكنني الأنتهاء من هذه الدمى في غضون نصف ساعة, وبدونه أحتاج ساعة فقط.

وبدون مهارات, ساعة ونصف. ولن اتعرض لأي اصابات شديدة.

لم أصبح محترفًا في ثلاث اسابيع, ولكني لم أعد مبتدئ كامل كالسابق, أستطيع الآن أستخدام أشياء غير وصية الكسل في القتالات الجدية.

بالمناسبة, لم يتم أهمال وصية الكسل بما أنها اثمن ما املك, التدريب الجسدي أصبح يستمر لمدة ست ساعات بدلًا من خمس, الساعة الأخيرة خصيصًا لها.

بالطبع فإن ساعة واحدة لا تكفي, لذا فقد أخبرني بروس أن أتدرب عليها لوحدي بين الحين والأخر, الأمر أختياري ولن يجبرني على ذلك.

بالطبع فقد حددت أيامًا معينة لها, ولكني تحت ضغط شديد حقًا.

تبدأ الدروس عند الساعة السابعة وتنتهي عند الساعة الثالثة, صف المحاكاة لا يأخذ وقتًا فعليًا لذا فنحن ننتهي مبكرًا نوعًا ما.

ثم أقضي ست ساعات مع بروس, ثم ساعة ونصف أضافية في جهاز المحاكاة, أعود إلى المنزل وأرتاح في الساعة العاشرة ونصف ليلًا.

أن لم أكن مخططًا للقاء مع أيلينا, أستطيع النوم لمدة 8 ساعات قبل الأستيقاظ مجددًا.

عرفت أنه لا يوجد بشري يستحق العيش بهذا الأسلوب, ولكن لا حل… أن أردت العيش والعودة إلى عائلتي لا يمكن أن اتهاون.

في الواقع, بدأت ألعن أن ذكرياتي انتقلت إلى جسد كاسيان ستارهولد, لماذا امتلك صلاحية الحصول على هذه الموارد؟

لا يستطيع المستيقظ البشري التدرب يوميًا هكذا لأنه سينهك العضلات ويؤثر بشكل سلبي على الجسد, ولكن الموارد التي تُثمن بالملايين تجعل ذلك ممكنًا.

لهذا فإني أتقدم أسرع بكثير من غيري عند النظر إلى الناحية الجسدية, ولكن عقلي يسقط في دوامة أكثر وأكثر.

بروس لم يحظى بتلاميذ قبلي, لذا فهو لا يدرك مدى صعوبة هذا التدريب, أو أنه يظنني قويًا عقليًا كما كان هو في أيام شبابه, وربما بالغ في مقدار عزيمتي لأني لم انهار بعد.

او أنه يحب تعذيبي ببساطة..

البرنامج الذي وضعت نفسي فيه, ولا يمكنني الهرب منه بعد الآن. أشعر كما لو أنه دوامة عميقة وانا انحدر فيها أكثر واكثر.

افقد نفسي في هذه الدوامة ببطء, لم أعد قادرًا على التفكير بشكل جيد في بعض الأوقات.

أحيانًا أجد نفسي اسرح في أوقات مهمة, وأنسى أشياء لا يمكن نسيانها عادة.

حاولت تذكر وجه عائلتي (الحقيقية طبعًا) لأراحة نفسي, ولكني تفاجئت أني… لا أستطيع!

كنت قادرًا على تذكرهم بوضوح سابقًا, ولكن دوامة التدريب هذه تضر عقلي حقًا.

حتى النوم بات صعبًا, أحيانًا أقضي وقتًا طويلًا محاولًا الراحة بلا فائدة, وينتهي بي الأمر مجبرًا نفسي على فقدان الوعي عن طريق وصية الكسل.

**

عدت إلى المهجع بعد يوم طويل كالمعتاد, وبدأت أُعد الطعام, سيأتي ضيف اليوم لذا فيجب أن أضع خبرتي كاملة في هذه الوجبة.

نظرت إلى ذراعي المجعدة, وأظافري القبيحة التي بدأت أعضها مؤخرًا, أنها تعود كما هي في الصباح بسبب المواد التي تسرع النمو, ولكنها تكون هكذا في كل ليلة مؤخرًا.

شعرت بثقل تحت عيوني تمامًا ولكني لم اهتم, وأنخرطت في عملية الطبخ.

مر بعض الوقت, وسمعت طرقًا على الباب أخيرًا.

أرسلت أيلينا رسالة لي قبل بضع ساعات, تخبرني أنها توصلت إلى بعض المعلومات التي قد أريد معرفتها.

لم أرد الذهاب إلى المختبر وتضييع وقت راحتي الثمين حقًا, ولكن هذه الأخبار مهمة للغاية بالنسبة لي, لذا فقد دعوتها إلى هنا كحل وسط.

كأكرام أعددت طعامًا, سأخذ المعلومات منها بعد أن تأكل وأطردها بطريقة ما, كما قلت لا أريد بناء علاقات مع أي أحد حقًا.

حتى لو أني أتحدث بشكل ودي في بعض الأحيان إلا أن ذلك يكون بلا وعي, أن صح الأمر فأنا لا اريد بناء مشاعر تجاه أي أحد في هذه الحقبة, سواء كراهية او غيرة او حب.

حتى لو فشلت بعض الشيء..

فتحت الباب لها, وأفسحت مكانًا. "تفضلي." قلت لها.

كالمعتاد, أستقبلتني بدائرة التحليل البنفسجية الخاصة بها, حرمتني من أي أحساس بالخصوصية.

"يبدو أن معلمك يجعل الأمور أصعب عليك." تحدثت بنفس صوتها الساخر المعتاد.

أنها تجعل معاناتي تبدو مضحكة بطريقة ما, تظاهرت بالأبتسام وأنتظرتها لتدخل.

لا اعرف ما فائدة التظاهر بالأبتسام وهي تستخدم عين التحليل, ولكني لا أزال اتظاهر لسبب ما.

لم تتغير تعابيرها, دخلت وجلست على الطرف المقابل من الطاولة.

أخبرتها من قبل أني سأحضر طعامًا لتفادي أي مفاجئات.

"بالنسبة للمعلومات-" فتحت أيلينا الموضوع.

"لاحقًا.." قاطعتها, أكرام الضيوف بالطعام هو عادة من عائلتي الحقيقية, التمسك بهذه القيم تساعدني على أبقاء عقلي.

ثم بدأت الأكل قبلها, حاولت فعل ذلك ببطء لكي لا ابدو غريبًا. يمكنني أكمال ما تبقى لاحقًا بعد مغادرتها.

حاليًا, أحاول أن لا ابدو بربريًا.

أيلينا عادة تملك تعبيرًا يمزج بين البرودة والسخرية, كما لو أنها لا تهتم بأي شيء ولكنها مستعدة للمزاح في أي لحظة.

لا يغير تعابيرها إلا اشياء نادرة منها الفضول والألم, ولكن في هذه اللحظة بعد أن جربت طعامي, رأيت تعبيرًا نادرًا.

تجعد وجهها بشكل غريب وبدت مثل عجوز من نوع ما.

كدت أبصق الطعام في فمي, لم أتوقع هذا التعبير, ولكني كبحت نفسي 'الطعام ثمين… الطعام ثمين…' أقنعت نفسي داخليًا.

يبدو أنها لاحظت محاولاتي لكبح ضحكي, رأيت غضبًا في عيونها لأول مرة.

"ما هذا الطعام؟"

أوه, الأمر حول هذا.

"هل الملح زائد؟" تحدثت أثناء وضع ملعقة أخرى في فمي.

ولسبب ما. أزداد ذهولها عندما أكلت بشكل عادي, كما لو أن شيئًا لم يحدث.

"أوه." صفعت جبهتها. "كاسيان… هل يمكنك أحضار الملح الخاص بك إلى هنا لثانية؟" طلبت مني ببعض الأدب.

أملت رأسي قليلًا, لم أفهم ما تحاول الوصول اليه مهما حاولت, هل الملح زائد ام ناقص؟

لوحت رأسي قليلًا, ونهضت لأحضر علبة الملح التي أستخدمتها منذ مجيئي إلى هنا.

أنها من النوع الضخم والذي يمكن أغلاقة بشكل جيد بحيث يُحفظ بطريقة مثالية, ولا ينتهي بسرعة.

لا أزال املك حوالي الربع فيها, أحضرتها إلى ايلينا وفتحت العلبة أمامها.

أدخلت يدها وأمسكت القليل بأصابعها, نظرت اليه جيدًا ثم وضعته في فمها.

تغير تعبيرها, وجعلتني أعيد الملح قبل أن أعود.

"لماذا كل هذا؟" سألتها ببعض العبوس.

أسندت جبهتها على يديها, ونظرت إلى الأسفل أثناء التحدث.

"هذا سكر, ليس ملح."

***

لم يكن العشاء ممتعًا للغاية, تظاهرت أني أخطأت ووضعت الطعام جانبًا لوقت لاحق.

أخرجت أيلينا بعض الأوراق ووضعتها أمامي.

"سأشرح لك بشكل مختصر, التفاصيل الدقيقة وكل شيء سيكون هنا."

أومأت برأسي, ومددت يدي لأحصل على الأوراق, ولكنها منعتني.

"أنتظر قليلًا" قالت لي.

"أولًا سأبدأ بالخبر السيء لأنك جعلتي أتناول ذلك الطعام." حاولت أن تسخر مني لسبب ما.

"سأبدأ بحالة الهيجان التي تعاني منها" أشارت نحو أحد الأوراق وأكملت: "لا يوجد حل حقيقي لها, يمكن القول أنها تقع في مجال المشاكل النفسية وليس الجسدية, ولكنها في نفس الوقت صادرة من هذه الطفرة بالتأكيد, أنها حالة شاذه لم يسبق لي رؤية شبيه لها.

الأمر مثل آلية حماية تستخدمها هذه الطفرة, تفقدك وعيك وتجبرك على دخول حالة معينة, أنها تجعلك قادرًا على استخدام كل ذرة طاقة في جسدك مقابل فقدان الوعي.

وجدت طريقة لكبحها ولكن ذلك الحل مؤقت فقط."

عندما سمعت الجملة الأخيرة, بدأت أنقر بقدمي بلا وعي.

"الأمر كما قلت انت في البداية, مهارة وراثة ستارهولد الخاصة بك تملك علاقة عدائية مع هذه الطفرة, وحاليًا مهارة الوراثة في الجانب المتفوق, عن طريق أستخدامها فأنت تصبح مقاومًا تمامًا لتأثير الطفرة.

من معرفتي بأخيك داريان, فإن التحول لا يستهلك الكثير."

لوحت رأسي يمينًا ويسارًا "بالنسبة لي, لا يستهلك الأمر أي طاقة."

"أوه, هذا أفضل حتى!" أبتسمت قليلًا ثم أكملت: "ولكن هذا الحل مؤقت فقط, كما نعرف فإن الطفرة تستمر بالتطور حتى دون تحفيزها بشكل مباشر, وفي فترة مستقبلًا ستتفوق حتى على مهارة الوراثة… في ذلك الوقت… لا أزال جاهلة بما سيحدث, ولكني اعرف شيئًا واحدًا."

رفعت أصبعها, وأكلمت: "هنا يأتي الخبر الجيد, الطفرة الجينية هذه تشبه بشكل لا يصدق مهارة وراثة تنمو بداخلك, ولكنها في الواقع ليست كذلك على الاطلاق, أنها شيء جديد لم يسبق لي رؤيته من قبل, غالبًا ناتج أندماج دماء العفاريت مع البشر, ولكنها مجرد نظرية حاليًا."

توسعت عيني, وشعرت بالسعادة لاول مرة منذ أسبوعين تقريبًا.

"في هذه الحالة…" تحدثت وانا اضحك, شعرت براحة شديدة..

"نعم.. على الأقل حصلنا على ضمان أن رأسك لن ينفجر في وقت ما مستقبلًا." حتى ايلينا بدأت تضحك, على الارجح بسبب حصولها على مثل هذه النتائج في اقل من شهر.

أنها فخورة بنفسها, لا ألومها أبدًا.

"سأستمر في البحث عن الأمر, ولكن كما اتفقنا مسبقًا, منذ الآن والى الابد, أنا أيلينا باتروف املك حق أستخدام جميع المعلومات التي حصلت عليها من هذا البحث تحت اسمي بالكامل, أبحاث خاصة لي انا فقط."

لم اهتم صراحة طالما أن راسي لن ينفجر في أي لحظة… أستطيع تقبل أي شيء الآن!

"أيًا يكن, أفعلي ما شئتِ." أخذت الأوراق لدراستها في وقت لاحق, ثم بدأت أحاول طردها من الغرفة بشكل غير مباشر.

حسنًا لم يكن هناك داعي لذلك, حيث أنها خرجت لوحدها بعد دقيقتين تقريبًا.

"لا تنسى الفرق بين الملح والسكر, كما قلت لك." أغلقت الباب لوحدها, ثم ذهبت انا لأكمل الطعام.

أخذت بضع قضمات, لا أستطيع تذوق أي شيء لذا لم أهتم حقًا.

أكلت كما افعل عادة. ثم ذهبت لأنام.

***

خارج الغرفة, في اللحظة التي أغلقت أيلينا الباب, تصادف مرور أيمون من ذلك المكان.

"أوه, أيلينا." كأشخاص كانوا في فرقة واحدة أثناء الأمتحانات النصفية, ظن أيمون انهم معارف على الأقل.

"مرحبًا أيمون." قالت كلمتين ثم سارعت للخروج من المهجع بلا تردد, لم تعطيه أي أهتمام أكثر.

أستمر أيمون بالنظر إلى حيث كانت, وأبتسم داخليًا, ذلك كان محرجًا.

ثم نظر إلى ذلك الباب الذي خرجت منه. "رون قد يكون غاضبًا بعض الشيء من رؤية هذا." أبتسم أيمون, حفظ رقم الغرفة وأكمل سيره.

سيناريو مبتذل على وشك البدء, ربما؟

======

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

ان لاحظتوا اخطاء كتابية وضحوها لي 🙏

2024/04/20 · 141 مشاهدة · 1907 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024