لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

نظرت إلى الكيس الأسود الذي تقيأت بداخله, هذا هو الرابع منذ بدء التدريب.

الأمر ليس كما توقعته أبدًا…

شعرت بجسدي يرتجف بطريقة غير معقوله, وشيء مثل البخار خرج من ملابسي, وجلدي تحول إلى اللون الأحمر.

عندما وقفت أرتجفت قدماي بشكل مضحك, وأُجبرت على الجلوس على الفور.

معدتي ألتقصت بظهري تقريبًا, شعرت بجوع وعطش غير منطقيان, رغم شربي للكثير من الماء إلا أن الجفاف لم يفارق حلقي.

أُصبت بالغثيان… كما لو أن العالم حولي يدور بطريقة غير واقعيه, وشعرت أني سأقع رغم أني جالس.

رفعت رأسي وأنزلته مرارًا وتكرارًا بلا وعي, أشعر بالجنون.. عقلي لا يعمل كالمعتاد حاليًا.

لا أستطيع الأنتظار حتى انام… ليس النعاس هو ما دفعني لهذه الرغبة, بل الالم الشديد, والكثير من الأشياء الأخرى.

شعرت بقلق من تعرضي لإصابة دائمه من كل هذا التدريب, ولكن بروس أخبرني بأنه لا داعي للقلق.

بعد أربع ساعات من التدريب الجحيمي, دخلنا إلى الواقع الأفتراضي حيث تعرضت للضرب بجاذبية تتغير كل عشر ثواني.

حرفيًا, كل ما فعله بروس هو ضربي بلا توقف لثلاث ساعات داخل الواقع الأفتراضي (مرت ساعة فقط في الخارج.).

أصبح توازني أفضل بكثير ووجدت طرق للنهوض بشكل سريع عند السقوط, ولكن الألم أزعجني كثيرًا.

على الرغم من امكانية أطفاء خيار الألم في الواقع الأفتراضي, رفض بروس ذلك, بل رفع العداد قليلًا لكي "أعتاد على الألم."

وأخيرًا أنتهى التدريب…

بنظرة من الفخر, تحدث بروس: "لم أتوقع أن تتحمل حقًا, أنت تستحق الأحترام كتلميذ بالفعل, لا عجب في توصية سيرافينا لك."

لم أهتم بكلمة واحدة منه, لقد أكتفيت بكل شيء يخصه بالفعل, فكرة أني سأمر بنفس التدريب غدًا جعلتني أرتجف.

ربط عقلي الأرهاق والألم الحاليان ببروس, لذا فقد شعرت بكراهية شديدة نحوه, حتى وانا الشخص الذي اراد التعلم تحته متوقعًا هذا النوع من التدريبات.

"الآن, أتريد الذهاب للأكل؟ أعرف مكانًا." تحدث كما لو أنه شخصية أبوية من نوع ما.

أملت رأسي يمينًا ويسارًا, لا أريد قضاء الكثير من الوقت معه حاليًا…

"لدي بعض الخطط, أسف. ربما في المرة القادمة." نظرت إلى وجهه أثناء الكلام, ولاحظت أختفاء تعابيره الفخورة.

"لا بأس, وخذ هذه حاليًا, سأزودك بها حتى ترسل لك سيرافينا بعضًا منها." رمى نحوي كيس صغير فيه أعشاب.

"أملئ حوض الأستحمام بالماء, ثم ضع هذه فيه, ستجعل عضلاتك تسترخي أكثر وتساعد على تخفيف الألم." رماه نحوي عندما انتهى من الكلام, وأمسكته.

أعرف هذه المادة جيدًا, ليست رخيصة بالتأكيد.

ثم تقدم نحوي, ووضع يده على كتفي ليعيد الملابس إلى وزنها المعتاد.

"شكرًا لك, سأذهب الآن.." نهضت بالكاد, وتوجهت نحو المخرج.

"غدًا في نفس الوقت! سأحضرك بنفسي أن تأخرت!" تحدث بصوت عالي عندما تجاوزت المخرج, أرتجف جسدي كثيرًا عندما سمعته.

سأهرب من الأكاديمية.

**

سأرسل لأيلينا رسالة لتحديد مكان اللقاء, وأستحم حاليًا.

فكرت ببعض الأشياء أثناء أسقاط الأعشاب كاملة في الحوض, راقبت لون الماء يتحول إلى الاخضر, ثم أسقطت جسدي فيه دون أي خوف من الأصطدام بشيء.

ودون وعي, غفوت قليلًا…

هذه الأعشاب لها العديد من التأثيرات, مثلما قال بروس تساعد على تخفيف الألم والأسترخاء, ولكنها ايضًا تُسرع من عملية شفاء العضلات بطريقة طبيعية.

بالطبع لن يكون من المنطقي التدرب بتلك الطريقة كل يوم دون شيء من هذا القبيل, كيف ستتحمل عضلاتي؟

من حسن الحظ أني لم أقع في نوم عميق للغاية, حيث تلقيت أتصالًا بعد دقائق قليلة.

<أين أنت؟> سمعت صوت أيلينا عبر الهاتف, لم تقل مرحبًا حتى, دخلت في صلب الموضوع فورًا.

"أمهليني خمس دقائق فقط, سأكون عندكِ في أسرع وقت." أغلقت الهاتف, وخرجت من الحوض.

أخرجت السدادة لكي يذهب الماء, وأرتديت ملابس جديدة ثم خرجت.

طلب من أيلينا أن تقابلني عند المختبر العام للأكاديمية لتوفير الوقت, سوف أشرح لها بعض الأمور لننتهي سريعًا.

الطريق من المهجع إلى المختبر العام أستغرق مني عشر دقائق, عادة ما سيكون أقل ولكني متعب للغاية حاليًا ولا أستطيع الأسراع.

من حسن الحظ أنه لا يوجد شيء سخيف في الأكاديمية مثل منع التجول في الليل, أردت وضع هذا القانون عندما كنت العب ولكني لم أفعل.

سيكون الامر سيئًا للغاية أن فعلتها…

وجدت أيلينا جالسة على أحد الأرائك الرمادية في غرفة الأنتظار, أستخدمت هاتفها لتضييع الوقت أثناء انتظاري على ما يبدو.

"جئت أخيرًا, يبدو أنك مشغول نوعًا ما." قالت أثناء النظر نحوي من الأعلى إلى الأسفل مع دائرة التحليل الخاصة بها.

"جسدي على الحافة حاليًا, فالننجز الأمور بسرعة." على الرغم من أن كلامي يبدو وقحًا الآن, إلا أنه ليس كذلك.

أيلينا من النوع الذي لا يهتم على الاطلاق بكيفية التعامل معها طالما أنها تستفيد وترضي فضولها.

بالنسبة لها, فانا اعطيها فرصة للتعرف على لعنة المانا والتعلم عنها, هذه الفرصة نادرة منذ أن المستيقظين الحاصلين على لعنة المانا على مر التاريخ هم… أنا فقط.

بالطبع فهي ليست غبية, من المرجح أنها أدركت وجود سبب معين لموافقتي على عرضها بسهولة, أي أنني سأستفيد منها ايضًا.

أستطيع التلاعب بها والتظاهر بأني أرفض أعطائها فرصة للتجربة, تعريضها لوقت مزعج ثم السماح لها بالحصول على عينه, ثم ستصبح ممتنة لي.

ولكني لا اريد المرور بكل ذلك الهراء حقًا, فالننهي الأمور بصفقة عادلة…

دخلنا المختبر العام وأغلقنا الباب, ثم تأكدت بنفسي من سلامة وطهارة جميع المعدات الموجودة لتفادي أي تلوث أو أخطاء مؤسفة.

جلست على الكرسي وخلعت معطفي, ثم سحبت كم القميص إلى أعلى من النصف بقليل.

سوف تأخذ عينة دم مني طبعًا, وأُفضل أن تكون بالطريقة المعتادة.

ربطت حبلًا عند قمة ذراعي لكي أضغط الدم, ثم شددت على يدي قليلًا حتى برزت العروق.

"لا داعي لكل هذا, أستطيع رؤية العروق عبر الجلد بسهولة." تحدثت ودائرة التحليل الخاصة بها لا تزال تعمل.

أستخدمت الجهاز التقليدي الذي تأكدنا من تعقيمه, غرزت طرف أبره صغير في يدي وبدأت تسحب الدم.

الأبرة كانت مُركبة مع وصلة بلاستيكيه صغيرة تشبه الأنبوب, لم أكن سعيدًا للغاية أثناء رؤية دمي يسافر عبر ذلك الأنبوب وحتى الخزان البعيد.

"هذا يكفي.." قلت عندما أخرجت الأبرة بنفسي, أخذت قطعة قطن من الزاوية ووضعتها على يدي, ثم بدأت أتحدث:

"بما انكِ أخذتِ دمائي بالفعل, فالنبدأ حديثنا."

أختفت دائرة التحليل حول عينها, ذهبت لأغلاق كيس الدم وتخزينه جيدًا, ثم جلست على الطاولة القريبة وقابلتني.

"دمائي تحتوي على معلومات أكثر من مجرد لعنة المانا." أخرجت عدة أوراق من مخزوني أثناء الكلام.

أبتسمت عندما رأيت التعبير المشوش على وجهها, ربما تتسائل عن كيفية أستخدامي المخزون بدون مانا.

"هذه الأوراق تحتوي على معلومات دمائي قبل أن أكثر من تسعة أشهر تقريبًا, وهذه تحتوي على معلومات قبل بضع أيام فقط."

جعلتها تلقي نظرة سريعة على الاوراق.

في اقل من دقيقة, تغيرت تعابير وجهها الساخرة والهادئة كثيرًا.

"كم أنا سعيدة بأختيارك لي.. أنت تريد معرفة ما سيحدث مع استمرار هذه الطفرة, أليس كذلك؟" سألتني بشكل لعوب وساخر, كما لو أنها تستفزني.

كما هو متوقع منها, أدركت الامر كاملًا بشكل سريع.

"بالفعل." لم أحاول أخفاء الأمر. "أعتقد أنه هناك مهارة وراثة أخرى كامنة في هذه الطفرة الجينية وهو شيء يمكن أن يحدث مع الجميع, ولكن المشكلة بالنسبة لي هو أن هذه الطفرة تتقدم بشكل سريع."

وضعت أيلينا يدها على ذقنها.

"نعم, الأمر خطير للغاية بالنسبة لك ولا توجد الكثير من الحلول… الطفرة الجينية هذه لم تأتي بطريقة خارجية على الأرجح, بل كانت موجودة منذ الولادة, هل تعرف قريبًا لك واجه نفس الحالة؟"

أغمضت عيني قليلًا وحاولت أن اتذكر, ولكن بلا جدوى.

"لا… أنا الوحيد في العائلة."

وضعت أيلينا أوراقي في مخزونها, وأخرجت واحدة فارغة لتدوين الملاحظات عليها.

"أنت الوحيد… هل تعرف أصل والدتك؟ هل لها مهارة وراثة؟ وهل تعرف ما هي؟"

هاجمتني بموجه من الأسئلة فجأة.

وضعت يدي على جبيني, أشعر بالأرهاق حقًا.

"أيلينا, ما سأقوله يجب أن يبقى سرًا.." حاولت ابداء أكثر تعبير صارم أستطيع أظهاره.

"والدتي من البشر الخارجيين, من قبيلة برابرة."

البشر الخارجيين… على الرغم من الاسم المختلف إلا انهم ليسوا مختلفين عننا مطلقًا, الأختلاف الوحيد انهم يعيشون خارج المجال البشري.

توسعت أعين أيلينا عندما سمعت ما قلته, ولكنها لم تدون أي شيء.

أحترقت الورقة في يدها وأختفت, أخرجت ملاحظاتها الخاصة وبدأت تُقلب فيها.

"لقد كنت أجري بحثًا حول البشر الخارجيين مؤخرًا عن طريق الصدفة, وأكتشفت بعض المعلومات عن البرابرة."

بدأت تتحدث عن بعض المعلومات الحصرية.

"البرابرة هم بشر تمامًا مثلنا, ولكن قبل 300 عام تقريبًا أحد ملوك العفاريت "أنخرط" معهم ببعض النشاطات, وأختلطت الدماء مع بعضها, ولكن ذلك أستمر لجيل أو أثنين فقط, وبعد كل هذه السنوات من المفترض أن تختفي تلك الجينات, ولكن…"

بدأت تتحدث عن المعلومات المحرمة…

"... بعض العشائر بقيت مُنغلقة مع بعضها البعض, ولم تقبل الزواج خارج عشائرهم, ضعفت تلك الجينات ولكنها لم تختفي."

أومأت برأسي, لم أكن جاهلًا بتلك المعلومات.

هذه الأشياء ربما حتى آمون لا يعرف عنها شيء, فقط قلة قليلة من كبار العلماء وباحثي التاريخ.

عرفت الأمر لأني من كتب عنه فقط.

"كاسيان… قلت أن الأمر بدأ قبل تسعة أشهر تقريبًا. بقبيل الصدفة, هل بدأت تواجه مواقف تهدد الحياة في ذلك الوقت؟"

شعرت بدواري يزداد…

ذلك اليوم عندما دخلت جبل الضباب لأول مرة…

=====

لا تنسوا التعليق, نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

فصل ثاني بيزل اليوم.

2024/04/16 · 127 مشاهدة · 1394 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024